أعلنت شركة الاتحاد للطيران عن تحقيقها أرباحًا قياسية في الربع الأول من عام 2025، بصافي ربح بلغ 685 مليون درهم إماراتي، ما يمثل زيادة بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي. ويعد هذا الأداء القوي في الربع الأول أعلى أرباح ربع سنوية تسجلها الشركة على الإطلاق، مدفوعًا بارتفاع الطلب على السفر وتحقيق كفاءة تشغيلية عالية. ويشكل هذا الخبر بشرى سارة للمستثمرين، خاصة مع اقتراب طرح الاتحاد للاكتتاب العام، حيث أكد الرئيس التنفيذي، أنتونوالدو نيفيس، أن الشركة “جاهزة” للطرح.

وقال جوش غيلبرت، محلل السوق في eToro، إن نجاح الاتحاد يأتي في ظل انتعاش عام يشهده قطاع الطيران في المنطقة. فقد سجلت فلاي دبي، شركة الطيران الاقتصادي في دبي، أرباحًا قياسية بلغت نحو 2.5 مليار درهم لعام 2024، مدعومة بارتفاع أعداد المسافرين. كما حققت العربية للطيران، المدرجة في سوق دبي المالي، أرباحًا غير مسبوقة بقيمة 1.6 مليار درهم في عام 2024، حيث نقلت نحو 19 مليون مسافر مع بقاء الطلب على السفر في أعلى مستوياته. وقد انعكس هذا النمو القوي على أداء أسهم الشركة، التي ارتفعت بأكثر من 55% خلال آخر 12 شهرًا، بما في ذلك الأرباح الموزعة. حتى عمالقة الطيران التقليديون يحققون نتائج باهرة، حيث أعلنت طيران الإمارات عن أرباح قياسية بلغت 21.2 مليار درهم للسنة المالية المنتهية في مارس 2025.
تواصل الإمارات، التي تُعد مركزًا عالميًا للسفر الدولي، إطلاق مشاريع جذب ثقافية ومنتجعات فاخرة وإصلاحات في أنظمة التأشيرات لجذب الزوار على مدار العام. ويُعد إعلان افتتاح منتزه ديزني الجديد في أبوظبي مثالًا واضحًا على ذلك، حيث تسهم هذه المبادرات في تعزيز السياحة وزيادة إشغال الرحلات الجوية. وفي الوقت نفسه، فإن الموقع الاستراتيجي للخليج – الذي يتوسط أوروبا وآسيا وأفريقيا – يعزز من دور شركات الطيران فيه كمحاور رئيسية للربط الجوي العالمي. وتحتل مطارات دبي والدوحة وأبوظبي باستمرار مراتب بين الأكثر ازدحامًا في العالم للرحلات الطويلة.
وتشير توقعات اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) إلى أن شركات الطيران في الشرق الأوسط ستواصل نموها، حيث يتوقع أن يرتفع عدد المسافرين في المنطقة بمعدل 4.1% سنويًا حتى عام 2043، متفوقًا على المتوسط العالمي. وتتميز شركات الطيران في الشرق الأوسط بتقديم خدمات راقية إلى جانب تكاليف تشغيل منخفضة نسبيًا، ما يمنحها هوامش ربح أعلى؛ فقد بلغ متوسط الربح لكل مسافر في عام 2024 حوالي 23 دولارًا، أي أكثر من ضعف المتوسط في أمريكا الشمالية، وفقًا لـ IATA. والفرصة المتاحة للمستثمرين لامتلاك جزء من هذه الشركات المزدهرة من خلال اكتتاب الاتحاد تعد احتمالًا مشوقًا.
كما سلطت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة إلى الإمارات الضوء على الثقة الدولية في المنطقة. وخلال الزيارة، تم الإعلان عن صفقات أعمال بين الولايات المتحدة والإمارات تتجاوز قيمتها 200 مليار دولار، بما في ذلك طلبية بقيمة 14.5 مليار دولار من الاتحاد للطيران لشراء طائرات من شركة بوينغ، مما يدل على الاعتقاد الراسخ بأن الطلب سيستمر في النمو من هذه النقطة فصاعدًا.
ومع ذلك، فإن صناعة الطيران لا تخلو من التحديات. فقد تؤدي القيود في سلاسل الإمداد وتأخيرات تسليم الطائرات إلى إبطاء وتيرة التوسع. وأشارت طيران الإمارات مؤخرًا إلى أن هذه التأخيرات قد تؤثر على قدرتها على فتح مسارات جديدة وزيادة السعة. كما يمكن أن تشكل عوامل أخرى مثل التباطؤ الاقتصادي العالمي أو تقلبات أسعار النفط عقبات. لكن في الوقت الراهن، تتمتع شركات الطيران في المنطقة بمزيج مثالي من الطلب القوي، والميزة التنافسية في التكاليف، والدعم الحكومي القوي، ما يجعلها في موقع ممتاز. ومع تدفق الأرباح القياسية، ونمو أسهم مثل العربية للطيران، وأحداث بارزة مثل اكتتاب الاتحاد وربما حتى طيران الإمارات في المستقبل، فإن قطاع الطيران في الإمارات والخليج عامةً يُعد فرصة تستحق اهتمام المستثمرين عن كثب.